ينظر إلى الساعة الحائطية الكبيرة القابعة أمامه في هدوء مستفز....نعم لم يطل غيابها في الخارج لكنه يشعر ان دهرا قد مر على خروجها....تنبأنا مطفأة التبغ عن عدد اللفافات التي احرقها منتظرا....لم يكن يحرق لفافات التبغ وحدها بل كان يحرق معها أعصابه.... إلى جانب أربعة أقداح من القهوة احتساها في ساعتين ظنا منه أنه تساعده على الهدوء المطلوب في المواجهة المرتقبة...لكن العكس ما كان يحدث....لقد أحرق شمعة جهازه العصبي من الطرفين...و لكن الأمر لم يخل من قدح آخر من القهوة و لفافة أخرى من التبغ...و طفق ينتظر....
*****
هي لا تعلم أنه يعلم أنها تخونه....زوجته الجميلة الرقيقة لميس تخونه....لم يزد الأمر عن مصادفة سيئة هي التي قادته إلى هذا الكشف البغيض....لم تكن لميس بالدار...و شعر هو بصداع شديد فبحث عن دواء المسكن المستورد الذي تخفيه لميس في دولاب الملابس لتلك الظروف...ِشأنها شأن كل النساء...دوما ما تخفي الأشياء في مواضع مستعصية لأن الرجال أطفال أشقياء لا يفعلون شيئا سوى إضاعة الأشياء المهمة....هكذا طفق يبحث عن الدواء لكنه اصطدم بكومة غريبة من الخطابات....لم ير تلك الخطابات من قبل....لم ينتظر طويلا و شرع يقرأها....و لم يحتج الأمر لكثير من ذكاء....لميس تخونه....خطابات غرامية كانت مليئة بالشوق و اللوعة....حب و عواطف و تساؤلات و أشواق و أشياء أخرى تتعلق بطهارة الجسد و عفته التي لم تحفظ....لميس تخونه....و خيانة فجة وقحة....للحظة شعر بأن الأرض تميد به و شعر بأنه يغيب عن الوعي و ينحسر عن الواقع....حتى الصداع نسيه....و تهاوى -هو لا الصداع- على أقرب مقعد و أخذ يفكر....
*****
تساؤلات كثيرة كان يساءل نفسه بها و تحققت إجابتها في تلك الخطابات....ما سر شرود لميس المستمر نهارا و سهادها الدائم ليلا؟.... ما سر زيارات لميس الليلية إلى دورة المياه و تجلس بها بالساعات تبكي و يسمع نشيجها و أناتها يوميا؟.....لماذا تمتنع لميس عن لقاءه بالفراش؟....ما سر الفتور الذي أصبح سمة التعامل الرسمية بينهما؟....كلها تساؤلات شغلت باله لأيام عدة ثم عرف الحقيقة فجأة....وليته لم يعلمها....لميس تخونه....يستطيع أن يتصور أن يتكلم الحجر أو أن تصير الشمس زرقاء و يصير البحر أسود...لكنه أبدا لا يستطيع تصور خيانة لميس...هكذا قام من مجلسه و شرع يقرر...
*****
هكذا نجده منتظرا عودة لميس بفارغ الصبر ليواجهها بما اكتشف....لقد حاول لعدة أيام أن يؤجل تلك المواجهة لكنه لم يعد يطيق صبرا...سيواجهها اليوم و يعرف منها الحقيقة كاملة....فقط عليه أن يحافظ على هدوء أعصابه و رباطة جأشه.... و هو الأمر الذي لم تفلح فيه جبال التبغ و أطنان القهوة التي احتساها...بل زادت الأمر سوءا....
*****
حينما فتحت لميس الباب و دخلت...لم يدر هو ماذا يقول و لا كيف تكون الجملة الافتتاحية....فجأة لم يجد كلمات....تطايرت الأفكار كلها حين رآها مرهقة منهكة الجسد....قدر في نفسه أن العواطف اليوم مع عشيقها كانت في القمة....لم يجد ما يواجهه بها في صورة كلمات....اندفع من فوره إلى المطبخ و استل سكينا حادا محترما و من دون كلمات اندفع إلى حجرة النوم حيث دخلت و انهال عليها طعنا و هو يردد في هيستيريا " يا خاينه يا كافره"....و لم يتركها إلا و هي جثة هامدة....
*****
وقف في منتصف الحجرة لا يدري ماذا فعل و ماذا يفعل و ماذا سيفعل....ناظرا إلى جثة إمرأته الغارقة في دمائها...لكنها تعلم بالتأكيد لماذا قتلها....فجأة سمع دقات على الباب...اضطرب لحظات و حاول تجاهلها...لكن الدقات استمرت فتوجه إلى الباب ليفتحه عازما على التخلص من الطارق مسرعا ليرجع ليفكر في مصيبته....فتح الباب فطالعه وجه نشوى صديقة لميس و ربيبتها الأثير....ارتبك حين سألته عن لميس لكنه تماسك و أخبرها أنها لا تزال بالخارج و بالطبع لم يدعها للدخول....فكرت نشوى قليلا و بان عليها التردد قبل أن تقول" طب...ممكن تجيبلي أمانه كنت شايلاها عند لميس...هي قالتلي انها شايلاها في الدولاب و اني لو جيت و ملقيتهاش اقولك عشان تجيبهوملي....هما مجموعة جوابات خاصه بيا كده".....
*****
لم يرد....تركها و توجه مسرعا إلى الغرفة....بحث في الدولاب و أخرج الخطابات....لكنه اصطدم بمجموعة أوراق....طالعها مسرعا فهاله ما اكتشف....كانت مجموعة من التقارير الطبية و منها عرف أن سبب شرود زوجته و بكائها و سهادها لم يكن الخيانة و لا الحب...بل كان المرض....فلميس الرقيقة كانت تعاني من السرطان و أخفت عنه كي لا تصيبه بالهم....وقف عاجزا شارعا بالانهيار الكامل....ليته انتظر قليلا وواجها....ليته لم يتسرع....قد ارتكب خطئا لا يكفي ندم الدنيا لإصلاحه..... قبل ان يقترب من جثة زوجته و حبيبته و ارتمى عليها و هو لا يكاد يراها من فرط الدموع التي أغشت عيناه....و بصوت مبحوح من أثر البكاء قال لها "سامحيني"....ثم نظر إلى جوارها فوجد السكين الذي اغتال به زهرة حبه....أمسك بها و رفعها في الهواء....و تلك المرة لم ينتظر....لم يفكر لحظة في الانتظار....
*****
كنت عاوز اسمي القصه دي سوء تفاهم بس كانت هتبقى محروقه فقلت اسميها كده.... وكنت عاوز اختمها عند كلام نشوى المفاجئ ليه... و فكرت كتير اقف ولا اكمل...فقلت اكمل...و اللي حابب ايا من النهايتين اهم موجودين....بس انا حبيت انهيها كده لأن الموت هو العلاج الوحيد للندم اللي كان هيعيش فيه...اعتقد القصه دي افضل م اللي فاتت من وجهة نظر شخصي المتواضع...دمتم بكل ود و محبه وخير...
رامي سعيد
*****
هي لا تعلم أنه يعلم أنها تخونه....زوجته الجميلة الرقيقة لميس تخونه....لم يزد الأمر عن مصادفة سيئة هي التي قادته إلى هذا الكشف البغيض....لم تكن لميس بالدار...و شعر هو بصداع شديد فبحث عن دواء المسكن المستورد الذي تخفيه لميس في دولاب الملابس لتلك الظروف...ِشأنها شأن كل النساء...دوما ما تخفي الأشياء في مواضع مستعصية لأن الرجال أطفال أشقياء لا يفعلون شيئا سوى إضاعة الأشياء المهمة....هكذا طفق يبحث عن الدواء لكنه اصطدم بكومة غريبة من الخطابات....لم ير تلك الخطابات من قبل....لم ينتظر طويلا و شرع يقرأها....و لم يحتج الأمر لكثير من ذكاء....لميس تخونه....خطابات غرامية كانت مليئة بالشوق و اللوعة....حب و عواطف و تساؤلات و أشواق و أشياء أخرى تتعلق بطهارة الجسد و عفته التي لم تحفظ....لميس تخونه....و خيانة فجة وقحة....للحظة شعر بأن الأرض تميد به و شعر بأنه يغيب عن الوعي و ينحسر عن الواقع....حتى الصداع نسيه....و تهاوى -هو لا الصداع- على أقرب مقعد و أخذ يفكر....
*****
تساؤلات كثيرة كان يساءل نفسه بها و تحققت إجابتها في تلك الخطابات....ما سر شرود لميس المستمر نهارا و سهادها الدائم ليلا؟.... ما سر زيارات لميس الليلية إلى دورة المياه و تجلس بها بالساعات تبكي و يسمع نشيجها و أناتها يوميا؟.....لماذا تمتنع لميس عن لقاءه بالفراش؟....ما سر الفتور الذي أصبح سمة التعامل الرسمية بينهما؟....كلها تساؤلات شغلت باله لأيام عدة ثم عرف الحقيقة فجأة....وليته لم يعلمها....لميس تخونه....يستطيع أن يتصور أن يتكلم الحجر أو أن تصير الشمس زرقاء و يصير البحر أسود...لكنه أبدا لا يستطيع تصور خيانة لميس...هكذا قام من مجلسه و شرع يقرر...
*****
هكذا نجده منتظرا عودة لميس بفارغ الصبر ليواجهها بما اكتشف....لقد حاول لعدة أيام أن يؤجل تلك المواجهة لكنه لم يعد يطيق صبرا...سيواجهها اليوم و يعرف منها الحقيقة كاملة....فقط عليه أن يحافظ على هدوء أعصابه و رباطة جأشه.... و هو الأمر الذي لم تفلح فيه جبال التبغ و أطنان القهوة التي احتساها...بل زادت الأمر سوءا....
*****
حينما فتحت لميس الباب و دخلت...لم يدر هو ماذا يقول و لا كيف تكون الجملة الافتتاحية....فجأة لم يجد كلمات....تطايرت الأفكار كلها حين رآها مرهقة منهكة الجسد....قدر في نفسه أن العواطف اليوم مع عشيقها كانت في القمة....لم يجد ما يواجهه بها في صورة كلمات....اندفع من فوره إلى المطبخ و استل سكينا حادا محترما و من دون كلمات اندفع إلى حجرة النوم حيث دخلت و انهال عليها طعنا و هو يردد في هيستيريا " يا خاينه يا كافره"....و لم يتركها إلا و هي جثة هامدة....
*****
وقف في منتصف الحجرة لا يدري ماذا فعل و ماذا يفعل و ماذا سيفعل....ناظرا إلى جثة إمرأته الغارقة في دمائها...لكنها تعلم بالتأكيد لماذا قتلها....فجأة سمع دقات على الباب...اضطرب لحظات و حاول تجاهلها...لكن الدقات استمرت فتوجه إلى الباب ليفتحه عازما على التخلص من الطارق مسرعا ليرجع ليفكر في مصيبته....فتح الباب فطالعه وجه نشوى صديقة لميس و ربيبتها الأثير....ارتبك حين سألته عن لميس لكنه تماسك و أخبرها أنها لا تزال بالخارج و بالطبع لم يدعها للدخول....فكرت نشوى قليلا و بان عليها التردد قبل أن تقول" طب...ممكن تجيبلي أمانه كنت شايلاها عند لميس...هي قالتلي انها شايلاها في الدولاب و اني لو جيت و ملقيتهاش اقولك عشان تجيبهوملي....هما مجموعة جوابات خاصه بيا كده".....
*****
لم يرد....تركها و توجه مسرعا إلى الغرفة....بحث في الدولاب و أخرج الخطابات....لكنه اصطدم بمجموعة أوراق....طالعها مسرعا فهاله ما اكتشف....كانت مجموعة من التقارير الطبية و منها عرف أن سبب شرود زوجته و بكائها و سهادها لم يكن الخيانة و لا الحب...بل كان المرض....فلميس الرقيقة كانت تعاني من السرطان و أخفت عنه كي لا تصيبه بالهم....وقف عاجزا شارعا بالانهيار الكامل....ليته انتظر قليلا وواجها....ليته لم يتسرع....قد ارتكب خطئا لا يكفي ندم الدنيا لإصلاحه..... قبل ان يقترب من جثة زوجته و حبيبته و ارتمى عليها و هو لا يكاد يراها من فرط الدموع التي أغشت عيناه....و بصوت مبحوح من أثر البكاء قال لها "سامحيني"....ثم نظر إلى جوارها فوجد السكين الذي اغتال به زهرة حبه....أمسك بها و رفعها في الهواء....و تلك المرة لم ينتظر....لم يفكر لحظة في الانتظار....
*****
كنت عاوز اسمي القصه دي سوء تفاهم بس كانت هتبقى محروقه فقلت اسميها كده.... وكنت عاوز اختمها عند كلام نشوى المفاجئ ليه... و فكرت كتير اقف ولا اكمل...فقلت اكمل...و اللي حابب ايا من النهايتين اهم موجودين....بس انا حبيت انهيها كده لأن الموت هو العلاج الوحيد للندم اللي كان هيعيش فيه...اعتقد القصه دي افضل م اللي فاتت من وجهة نظر شخصي المتواضع...دمتم بكل ود و محبه وخير...
رامي سعيد