الأحد، 3 نوفمبر 2013

أحزان أوراق التوت



حينما استيقظ محمد ذلك اليوم أدرك أنه ليس نهاراعاديا...دارهم الريفية البسيطة تعج بالناس وتضج بحركات صاخبة. شعرابن التسع سنوات أن شيئا ما قد حدث. من مكان ما ينبعث صوت تجويد القرآن للشيخ عبد الباسط عبد الصمد ( ترسخ في ذهنه فيما بعد أن تجويد عبد الباسط للقران يحمل كآبة الموت بينما ترتيله له يهز أعماقه إيمانا ويغمره بالبهجة ) بخطوات غير مستقرة تحرك الصبي في الدار , رجال أشداء لا يعرف معظمهم يجبون البيت وعلى وجوههم ملامح الجد والخطورة , من غير بعيد رأى أمة تجلس وسط نسوة اتشحن بالسواد وهى مثلهن , منها من تبكى بصمت ومنها من تطلق بين الحين والأخر صرخة لوعة أشبة بسرينة الإسعاف بينما امة تعض بأنيابها على طرف طرحتها السوداء كأنها تعانى ألما لا يحتمل انتحى به احد الرجال جانبا قبل أن يقول له " شد حيلك يا محمد , أنت بقيت راجل البيت دلوقتى " لم يعلق الصبي .... تركه وأتجه إلى أمه التي ما أن رأته صاحت من وسط دمعتها " أبوك مات يا محمد " اهتز الصبي بشدة وأدرك أن الأمر جد جلل ... فأمه وعلى غير عادتها لم تناده بندائها المعتاد..لم تقل له " يا حمادة "
*****************
أبوك مات يا محمد " ظل الصبي يسترجع تلك الجملة المرة تلو الأخرى وهو مستلق تحت شجرة التوت بحقل أبيه الراحل .
لثاني مرة بحياته يسمع كلمة (مات ) هذه , لم يكن يفهم معنى أن يموت شخص ما لم يكن يفهم ما هو الموت أساسا ؟ كانت المرة الأولى حينما مات جدة وهو بعده في الرابعة وحينما استفسر من أمه أجابته قائلة " جدك عند ربنا يا حمادة , جدك بقا ساكن فى السما " .
ليلتها لم ينم ذهب إلى شجرة التوت واستلقى تحتها وظل يحدق في السماء يبحث عن وجه جده , فلم يجده .. لعلك غاضب من يا جدي ..... اليوم أبوه صار في ذات موضع جده " أبى في السماء " قالها لنفسه ثم جال بذهنه انه سمع ذات الجملة من قبل من مجدي زميله بالمدرسة وابن الأستاذ ملاك حنا مدرس الحساب , سمعها منه حينما أهمل مجدي في حل الواجب فرآه يرتجف خوفا ويضم كفيه ويهمس " أبانا الذي في السماء ... أنقذنى " .. تذكرها الآن لكن الأستاذ ملاك لم يمت بعد فكيف يبحث عنه ابنه في السماء ... نظر للسماء مرة أخرى يبحث عن أبيه وجده والأستاذ ملاك فلم يجد أحدا ... فنظر نظرة في النجوم وأدرك أنه سقيم .
****************
باعت أمه كل شئ تقريبا من اجل سداد ديون أبيه الراحل ولرتق ذلك الأخدود الاقتصادي الذي زلزل استقرار حياتهم , باعت البهائم الواحدة تلو الأخرى حتى عنزته الصغيرة – غنيمة – باعتها , ولكنه لم يهتم كان مكتفى بقطف ما يحلو له شجره التوت بحقل أبيه , لكن استقراره لم يدم طويلا حينما باعت امه الحقل بتوته وأشجاره حينما علمت أن أخاه الرضيع على مصاب بعيب وراثي بالقلب وان فاطمة أحد أختيه التوأمين تعانى من شلل الأطفال . لم يحزن على أبيه , لم يأبه لفاطمة , لم يجزع لعلى , لكنة كما لم يفعل من قبل على شجرة التوت .
**************
حينما أخبرته أمه أنه كبر ويجب أن يخرج للعمل لمساعدتها سمع هذا الكلام في رأسه وكأنها تقول له " لقد كبرت ونضجت يرقتك وأكتمل تحولك , اترك الآن أوراق التوت هذه وطير وأبحث عن رزقك " هكذا تراه وقد أخذته امة للعمل بحقل أحدهم .. لم يكن يدرى أن الأقدار قد خبأت له مفاجأة سعيدة .
كان عملي عند الشيخ سالم العوضى وهو رجل لم يحظ من المشيخة سوى بلحية عملاقة وجلباب قصير وبعض الآيات وخلاف ذلك فهو رجل فظ غليظ القلب انفض الناس من حوله تاركين حقله شبه خراب .
كان عمل محمد عنده يتلخص في سقى البهائم وتنظيف حظائرهم ثم ري نباتات المشتل وحرث الأرض الخالية به. أما المفاجأة السعيدة فكانت في وجود شجرة التوت .
*************
 لم يشعر بألم في حياته مثلما شعر به عندما صفعه الشيخ سالم على وجه وهو يصرخ فيه قائلا " بتسرق من الشجرة يا حرامى , انا المفروض اقطع أيدك ده ربنا بيقول ( والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما جزاءا ) .. لم يكن الصبي يفهم معنى السرقة , هو أكل التوت جوعا ليس حتى كتسلية كما اعتاد أن يفعل مع توت أبيه , ثم أنه من رعى هذه الشجرة وسقاها واعتنى بها حتى آتت أكلها كل حين بإذن ربها , وهو أكثر من يستحق أن ينعم بخيرها .. آلمته الصفعة لكنه لم يكره التوت.
************
مات أخوه على , وشعر حينها بالعجز يحيط به حتى الاختناق . أمه تصرخ بلوعة وأختيه تبكيان لا يدرى جوعا أم حزنا , شعر بأن دارهم البسيطة قد ضاقت به وأظلمت فخرج يركض . ظل يجرى ويتعثر , يبكى ويتلعثم حتى وصل إلى موضع شجرة التوت , أقول موضعها لأن الشيخ سالم كان قد استأجر بعض الرجال الذين قاموا بقطعها لبيع أخشابها .... وعند أطلال شجرة التوت جلس محمد على ركبتيه وضم كفيه قبل أن يهمس من بين دمعاته " أبي الذي في السماء....افتقدك"

الجمعة، 25 فبراير 2011

الآخر 1

في مثل هذه الظروف قد لا تنفع الكلمة صاحبها و لا تشفع له في ظل محاكمات شعبية دائمة و مشانق معلقة و مقصلة مسننة لكل من يختلف مع الآخر...و في ظل رفض تام للآخر و وصف كل شخص بالتغيب و الخيانه كان لزاما على الكثير التزام الصمت...رفض الآخر في مصر قد يكون أكثر رحمة منه في ليبيا...في ظل مجتمعات المؤيد فيها مأجور و المعارض فيها عميل و مدسوس...و كملحوظة بسيطة من قلب المجتمعين..ليس كل مؤيد مأجور و كلب من كلاب النظام فهناك من الشعب من يحب النظام بالفعل رغم مساؤه و دون مصالح شخصيه... و ليس كل معارض مدسوس و عميل فهناك من بلغت روحه الحلقوم و فاض به الكيل و قرر الثورة على انظمة القمع و الفشل هذه...في ليبيا التي يتندر بثورتها الناس و يبكون على حالهم دما...اقول من شهود مصريين منهم أخي في طرابلس و اصدقاء في بني غازي و اجدابيا ...اقول أن الكل بالفعل معه سلاح...مؤيد و معارض و هي حرب أهلية بكل معنى الكلمة و ليست ثورة سلمية في مجتمع قبلي لا يثور على فقر و قمع قدر ما يتطلع لحكم كنوز البترول تلك...و هذا ليس تقليلا من شأنهم و دفاعا عن القذافي المجنون قدر ما هو تقليلا من مبالغتنا في الحماس المفرط و التشدق بنسيم الحريات التي تهب على شرقنا الأوسط...

*****

اختلاف الرأي في مصر يختلف أننا لا فقط لا نحمل سلاحا...و لو كنا نحمله لحدثت كوارث في مجتمع أساسا لا يتقبل الآخر و قد يفرض الشخص رأيه بالقوة في سبيل عدم التراجع أو الاعتذار...و لي في هذا مثال بسيط...صديقين مقربين لي بالفعل...أحدهما مؤيد للثورة تأييدا تاما و مؤمنا بها إيمانا مطلقا و سنطلق عليه 1 و الآخر مؤيد للثورة أيضا و لكنه يميل إلى تهدئة الأوضاع الحالية و يرى أن استمرار التظاهرات هو نوع من الفوضى –هو ليس حزب وطني بالمناسبة لننفي عنه التهمة الأبدية المستهلكة- وسنطلق عليه 2...الاثنان يتناقشان...الرأي يتعارض...الصديق 2 يرفع صوته و يصرخ محاولا دعم موقفه...اما 1 فهو هادئ يتحدث بحكمة و عقلانية و فلسفة...قد تتوقف و تطلق حكمك و تقول أن الصديق 2 على خطأ طالما أنه اتخذ من الصراخ طريقة لإيضاح موقفه...اصبر قليلا...الصديق 1 يلقي بقنبلته وسط المناقشة المحتدمة...يقول أنه حينما يجد أحدا على غرار الصديق 2 فإنه لا يستمع و هذا حقه..لكنه قال إنه على الفيس بوك قام بمسح كل من يفكر بنفس الطريقة المائلة إلى التهدئة ولا يسمع رأيهم...قال إنه لن يقتنع بكلامهم فما الجدوى من سماعه...إذن هو موقف مسبق من الرفض...أنا كحكم فإني اختار الصديق 2 ليفوز لإنه على الأقل ناقش و سمع مع تحفظي على طريقته...إما الصديق 1 فقد أعلن إنه يرفض الآخر ببساطة لأنه لن يقنعه وبالتالي وصلنا لنقطة اللاتلاقي...و حالة رفض الآخر ستسمر طالما ليس هناك حوار دون تخوين أو اتهام...سمعت تصريحا للمخرج الثورجي- الذي احترمه بالفعل- محمد دياب ينتقد المحتجين في التحرير بأنهم لا يسمعون شيئا ولا يتقبلون...لدرجة أنه انتقد رد فعلهم على خطاب مبارك الأخير و ذكر أنهم بدأوا في الصراخ في منتصفه...نعم خطاب مبارك كان لغوا صريحا لكن يجب السماع حتى النهاية ثم إطلاق الأحكام...و من ثم لا يلام أحدا على أية ردة فعل...

*****

صديق فيس بوك لا أعرفه فقط هو شخص ما موجود ك " فريند " في حسابي كان يدعو و يهلل و يقول إن مظاهرة الثلاثاء المليونية لإسقاط شفيق هي فرض عين على كل مصري...علقت رافضا ...قلت أنه فرض عليه كرؤية و رأي صريح له لا يصح فرضه على الجميع فمنهم المؤيد و المعارض...كان رده ببساطة أنه يخبرني أنه مسحني من قائمته لأنه لا يشرفه أن يعرف من هم من بقايا الحزب الوطني و من فلول نظام مبارك...و هو اتهام جاهز لكل من هم مثلي و نحن قاعدة كبيرة و موجودون في كل مكان و نجهز لهزيمتكم أيها الثوار فاستعدوا...لم استطع منع نفسي من الرد عليه في رسالة و رددت عليه بإني شاركت في المعارضة و الاحتجاج منذ جمعة الغضب في محافظتي و طالبت بسقوط مبارك الذي أنا من فلوله....و بالفعل قد يكون هناك ثورة مضادة...لكن أول عواملها هو مثل هذا الشخص بتعنته و غباؤه المطلق و رؤيته القاصرة في تقييم الأمور...

*****

عرفت كثيرين من تلعب بعقولهم الأهواء و تشكل أفكارهم و آرائهم الأخبار الأعلامية المتعمدة...منهم من آمن بقدرات شفيق ثم هاجمه لا لشئ سوى أن الكل هاجمه...التليفزيون بيهاجمه هو انا هعرف احسن من التليفزيون...أنا أحب هيكل...اعشقه و اتبنى آراءه كثيرا...لكن هناك فلتر في عقولنا نميز له الجيد من القبيح و الصواب من الخطأ...رأيت هيكل مع محمود سعد و شعرت بأن هذا الحوار لغو...تشكيك في قيمة الضربة الجوية لا لشئ سوى للهجوم على الرئيس المخلوع...نعم لا تكفي أبدا الضربة الجوية في الشفاعة لمدة رئاسية استمرت ثلاثين عاما عشنا أكثر من نصفهم في فقر و قمع وفساد...لكن الضربة الجوية عمل عظيم بالفعل و تشويهها من تشويه الحرب المجيدة نفسها...الأمر أشبه بهدم المعبد لقتل رجل واحد يختبأ بداخله....العجيب أن الكثير بعد هذا الحوار اقتنعوا تماما بأن الضربة الجوية عملية لا قيمة لها من أي نوع و هي فقط عملية استعراضية تليفزيونية للتاريخ و الأحصاء...و حينما تعترض يقولون...هيكل هو اللي بيقول يا باشا و محدش يشكك في كلام هيكل...و كإنه قرآن أنزل من فوق سبع سماوات...

لغوا آخر قرأته للدكتور المخزنجي في مقال طويل ملئ بالزجاج و كبريتيد النيكل...لا يقول فيه سوى أن شفيق سئ لكن بطريقة تبدو في ظاهرها طريقة علمية عبقرية تسر القارءين...

*****

دعنا نتفق على أن الإعلام بكل صوره يلعب دورا غاية في السوء في تلك الثورة...الإعلام المصري غاب تماما عن المشهد في البداية و عاد كسيحا مترنحا فاقدا لمصداقيته و قبوله عند الشعب اللهم إلا أقل القليل...أما الجزيرة التي يسبح الجميع باسمها...فهي بالفعل أبرع تغطية ممكنة و بذل فريق عملها مجودا يحسدون عليه...لكن الا يتفق معي أحدا أنها تلعب دورا قذرا في التصعيد....يقول لك السذج و اللعاب يسيل من افواههم حماسة :انت مغيب يا بني و حمار و كلب من كلاب النظام...او يقول لك العقلاء و الحكمة تلمع في عيونهم : لمصلحة من يا سيدي...انتهى عصر نظرية المؤامرة منذ قرون و أنت مثقف لا يمكن أن تتبناها...لكن الحقيقة إنها تلعب دورا لمصلحة جهة ما قد تكشف الأيام عنها...ذكر الرائع د جلال امين في كتابه رحيق العمر أنه أثناء حرب الخليج لعبت قناة الCNN دورا قذرا في خدمة مصالح أمريكا و بذل فريقها جهدا خرافيا في دعم أفكار و مصالح الحكومة الامريكية...حينما عرض د أمين أفكاره هاجمته القناة نفسها و طالبته بكتابة مقال يجافي تلك الفكرة و هو الأمر الذي عزز لديه الفكرة التي رفضها الآخرون و اتهموه بقصور الفكر فهي تقدم تغطية ممتازة للأحداث دون تدخل ما من وجهة نظرهم...نفس الأمر أراه في الجزيرة التي قد تكون تعرض الحقيقة لكنها تتبين وجهات نظر ثابته لا تحيد عنها و تدعمها بإشراك كل المعارضين في الحوارات...او مراسل او شاهد عيان صارخ دائما و يتحدث عن وقوع مجازر و إطلاق نار و قتلى أمام عينيه في تلك اللحظة و العجيب ان هذا الشخص لا يموت أبدا و لا يصاب في تلك المذابح...تحدثت الجزيرة و شبكة رصد عن مجازر في فشلوم في طرابلس منذ يومين و جثث تملء الشوارع و نفى أحدهم فاتهموه المعلقين في شبكة رصد بالكذب و علق أحدهم ساخرا بأن الحزب الوطني وصل إلى ليبيا...سألت اخي العائد توه من طرابلس فقال أنه كان في فشلوم وسمع نفس الكلام و نفاه جملة و تفصيلا...و استعجبت من أن اخي هو الآخر يدافع عن نظام القذافي و أحسست أننا جندنا أنفسنا فقط للدفاع عن الأنظمة الفاسدة...نعم هناك مجازر ارتكبت في بني غازي و البيضا و اجدابيا و في الزاوية و في انحاء عدة من طرابلس نحن لا ننفي لكننا فقط ننفي طريقة الهلع و ذكر أمور لم تحدث فقط لإزكاء النار و زيادة حماس القوم...حدثت مذبحة في الزاوية بالفعل...لكن لم تحدث في فشلوم و لم يحدث قصف في تاجوراء ولا سوق الجمعه فلم الكذب و لمصلحة من...نفى أحد سكان تجاوراء قصف مدينته و نفى انقطاع النت و قال أن شركات المحمول ترسل رصيدا مجانيا للعملاء...ذكر ذلك في شبكة رصد فعلق أحدهم بأن الموقع "هاكد" و علق اخر ثانية بأن الحزب الوطني وصل ليبيا...هنا بلغ السيل الزبى لدي...كان أخي قبلها يكلمني من طرابلس عبر النت و اخبرني نفس كلام المواطن الليبي بطريقة عارضة...وجدتني انفعل على تلك التعليقات الغبية المكذبة لكل شئ و المتعنتة و التي لا تسمع لشئ أبدا...هو ينفي الكارثة إذن هو عميل للنظام...هو ضد التظاهرات خوفا من الفوضى إذن هو عميل للنظام...علقت تعليقا عصبيا كان نتيجته منعي من التعليق ثانية على شبكة رصد و إن سمحوا لي بالمتابعة فقط... و الله كتر خيرهم ده المفروض دلوقتي اكون ف القسم...

و للحديث بقية لأني طولت اوي كده

الاثنين، 31 مايو 2010

إكتوبلازم

تستيقظ من نومك الغير مريح من الأساس....كل عظمة في جسمك تئن....تقف أمام مرآة الحمام...تعتصر عبوة معجون الأسنان بكلتا يديك و لكن لا جدوى...قد فرغت إلى حد العدم...تلقي بها في حنق و تزفر في ضيق و تقرر أن تشتري واحدا جديدا في طريق عودتك ...قبل أن تغسل وجهك ببعض الماء البارد كالثلج في هذا الشتاء القارص لكنك لا تهتم...الناجحون وحدهم من يستحقون الماء الدافئ و معجون الأسنان...اما انت فلم تنجح في شئ....تنظر إلى وجهك في المرآة...تشعر أنه قد ذبل و اختفت ملامحه...بريق عينيك قد خبا...ذقن طويلة لم تحلقها منذ أسبوعين....لكنك أيضا لم تهتم....تخرج إلى غرفتك...ترتدي ملابسك في إهمال...ملابس غير أنيقة و لا متناسقة لكنك لا تهتم....الحقيقة أنك لم تعد تهتم بأي شئ...الحقيقة التي لا تعلمها أنك صرت شبحا...
*****
تنزل إلى الشارع....تشير إلى سيارة أجرة فلم تقف لك...سيارة تلو الأخرى و لم يقف لك أحد...تسخط...تسب...تلعن...ثم تستسلم للأمر الواقع و تذهب إلى وجهتك سيرا على الأقدام...تذهب إلى ذلك المعهد الطبي التابع للجامعة...ذلك المعهد الذي قد يؤهلك للحصول على درجة علمية أفضل من شهادة البكالريوس اللعينة التي لم تجد بها عملا محترما...تجلس في المحاضرة...تنصت بكل حواسك علك تفلح في شئ هذه المرة...يسأل المحاضر سؤالا عسيرا...الكل من حولك يفغر فاه في غباء واضح...لكنك تعلم الإجابة العبقرية...تهمس بها فلا يسمعك المحاضر...ترفع صوتك فلا يسمع...استحال الصوت صياحا فلا يسمع و لا ينظر إليك حتى...يلتقط الجالس بجوارك الإجابة و يقولها...يبتسم المحاضر و يقدم له جائزة ثمينة و يعده بالدرجة العلمية الرفيعة قريبا تقديرا لعلمه...تسخط...تسب...تلعن...تصيح...تصرخ لكن أحدا لا يسمعك...ألم تقتنع بعد يا صديقي...أنت قد صرت شبحا....
*****
تعود إلى دارك...تفتح لفافة الشطائر التي جلبتها للغداء...لن يكون هناك طعاما دسما اليوم فاليوم زفاف صديقة عمرك و ربيبتك الأثيرة و ستأكل مساءا في الحفل....تأكل شطيرتين و تكوم الباقي...تقرر أن تقرأ شيئا ثم تعدل عن ذلك...قرأت كثيرا جدا....الحق أن القراءة قد محت شخصيتك وخربت تفكيرك ...صارت شخصيتك انعكاس لمن تقرأ لهم...انت اليوم نجيب محفوظ...بالأمس أنت هنريك ابسن...غدا أنت برانسيلاف نوسيتش...و في المستقبل انت يوسف إدريس و السباعي و جورج اورويل و بهاء طاهر...كل يوم انت آخر...تنام...تستيقظ في السادسة...لا استذكار اليوم فاليوم خمر و نساء...تقولها لنفسك و تضحك...تعلم أن الأمر لن يتجاوز طعاما و مشروبا غازيا...إذن ف اليوم بيبس و عشاء...تضحك أكثر...تتوجه إلى الحمام و تحلق لحيتك الطويلة...تغسل رأسك بالماء البارد الأبدي...تبحث عن معجون الأسنان فتكتشف أنك نسيت أن تبتاع واحدا جديدا...تغرق شعرك بالكريم...لم تكن يوما من أنصار ال"جيل"...ترتدي بذلتك السوداء الأنيقة ذات القميص الوردي...تحكم ربط رابطة عنقك الوردية بطبعها...تنظر لنفسك في المرآة....انت وسيم...نعم انت بدين لكنك وسيم...انت ذابل لكنك وسيم...خبا بريق عينيك لكنك وسيم...تبتسم لنفسك و تمد يدك لتعلق ذلك الدبوس الذهبي اللامع على البدلة فتسعر بوخزة خفيفة في إصبعك...لم تنزف دما...فقط احمرار خفيف و انتهى الأمر...نسيت الأمر برمته و لم تهتم كعادتك...لكنك لو اهتممت لعلمت شيئا بسيطا...انت يا عزيزي قد صرت ش ب ح ا ....
*****
أنت الآن في الشارع تنتظر سيارة أجرة أخرى لا تأبه لك...سيارة تلو الأخرى لكنك لم تسخط...تقف جوار سيدة تنتظر بدورها...تتوقف لها سيارة فتدلف إليها مع السيدة....تخبر السائق وجهتك دون أن تنظر إليه...تصل إلى قاعة الحفل...تضع الأجرة على المقعد المجاور للسائق و تمضي مسرعا إلى الحفل...تدخل القاعة...انت وسيم لكنك تعلم إنك لست جذابا فلم تتوقع أن تخر الفتيات صرعى لرؤياك أو حتى تلاحقك إحداهن ببصرها أينما حللت...تشق طريقك وسط الجموع متوجها إلى حيث توجد العروس صديقتك...تمد يدك و تسلم عليها بحرارة...تنظر إليك بلا اكتراث و ترد تحيتك في فتور...إهانة بالغة تلك التي شعرت بها...إنها بمثابة أختك أو أعز و كنت تتوقع معاملة أفضل...أين الحفاوة و التقدير...تمضي إل ركن مظلم بالقاعة و تمارس دورك كزهرة حائط إنجليزية أصيلة...تتابع يمينا و يسارا...لا أحد ينظر إليك...لا أحد يهتم بك...تسخط...تخرج خارج القاعة فتأنس بعض أصدقائك القدامى...تتوجه إليهم و تقف معهم...لم تكن أبدا متحدثا جيدا لكنك للحق كنت دائما ذكيا...تقف معهم محاولا اجتذاب ودهم....تضحك ضحكات مفتعلة على دعاباتهم ثقيلة الظل آملا في نيل محبتهم...تلقي بدعابة ذكية جدا لكن أحدا لم يضحك...أحدا لم يهتم وواصلوا الحديث و كأنك غير موجود...تتركهم ساخطا واجما...تغادر الحفل و تمشي في الشارع تفكر قليلا في حالك و تصل إلى نتيجة معقولة جدا...هنيئا لك أنت الآن تعلم أنك قد صرت شبحا....
*****
انت تقر بحقيقة كونك شبحا...تقريبا لا أحد يراك أو يسمعك...إذن أنت شبح...يراودك خاطر غريب..تنظر وراءك باحثا عن الإكتوبلازم...تلك المادة الخضراء اللزجة التي يعتقد علماء الما ورائيات إن الأشباح تخلفها حال و موضع ظهورها...تبحث ورائك فلم تجد شيئا...لكنك على يقين إنك شبح..شبح فاشل لا يخلف الإكتوبلازم...تبتسم في فخر..إنك على الأقل ستتمتع بقدرات الأشباح في اختراق كل السدود و الحواجز و السفر عبر الأزمنة...تنظر إلى تلك البناية أمامك...تجري بكل قوتك في اتجاه حائطها الخرصاني...تردد لنفسك سأخترقها...ساخترقها...سأخترقها...و تقفز بكل قوتك...آي...لم تخترق شيئا... و الدماء تنزف بغزارة من جبهتك...تسمع صوت ذلك الشيخ الفاني يقول لك " ايه يا بني اللي عملته في نفسك ده...انت اتجننت...لا حول ولا قوة إلا بالله"...اجتمع المارة حولك...يساعدونك و يضمدون جراحك...تبتعد عنهم و انت تمسك بجبهتك النازفة وتضحك في هستيريا و أنت تردد لست شبحا...لست شبحا....تعبر الشارع مسرعا في جنون فلم تنتبه لتلك الحافلة و آخر ما سمعته كان صرير الفرامل الحاد....أييييييييييييييييييييء...
*****
تنظر من أعلى ترى جسدك المسجى وسط بركة من الدماء...و الناس يحاولون إسعافك بكل جهدهم و لكنك تعلم يقينا أن الأمر انتهى...أنت الآن بالفعل قد صرت شبحا...تشعر أنك الآن فقط صرت ذا قيمة...تنظر خلفك و تأكدت أنك الآن فقط صرت ذا قيمة...الآن فقط صرت تخلف الإكتوبلازم....

الاثنين، 5 أبريل 2010

تك تك تك

تك تك تك....يدوي هذا الصوت الرتيب في أعماقي....ليست تك مرققة إنما طك مفخمة...نعم هو بعينه صوت اصطدام السائل اللزج بالأرضية الزلقة الناعمة...أعلم هذا الصوت في أعماقي جيدا...ثقب في جداري النفسي...ثقب في السد الروحي...ذلك الجدار الذي نخفي وراءه كل قاذورات أنفسنا...-طك- كراهية....-طك-غضب....-طك- شهوة....-طك- شرور....ثقب في جداري النفسي...ثقب تنساب منه قاذورات روحي فتحدث كل هذا الصخب....ثقب يحاول جيدا ضميري -ذلك الموظف الذي لا يعمل إلا في المناسبات- أن يرتقه و يستعين بكل عماله من الأخلاق و القيم لكني أقسم أنه لا ينجح...يوما سيستحيل الثقب هوة....يوما ستصبح الهوة شقا....يوما سيصير الشق أخدودا... و عندها سينهار السد....حتما سينهار السد....
*****
تك تك تك....صوت دقات الساعة الممل...اتدثر بالغطاء لأتقي بردا لا أشعر به....أتقلب في الفراش ذات اليمين و ذات الشمال....هدوء تام من حولي لا يخترقه سوى صوت الساعة الرتيب...النوم يجافيني....أذكر أنني و أنا بعد طالب كانت أمي تبرر أرقي ب :" ما هو عشان مبتذاكرش...ما أنت لو بتذاكر كنت تعبت ونمت على طول...إنما دماغك فاضية مبتفكرش ف حاجة"...لكني أبدا لم أقتنع بهذا المبرر....أيام الامتحانات هي أكثر الفترات استذكارا و حشوا للمعلومات و مع ذلك يجافيني النوم...لم يكن الخوف فقط هو المبرر...بل أيضا كل هذا الزخم المعلوماتي الرهيب الذي يحتشد في عقلي...أرى بعين الخيال كل المعلومات تجري و تمرح داخل تلافيف عقلي و تقيم حفلا صاخبا احتفالا بهذا المأوى الذي قرر أن يحتويها أخيرا....لكني اليوم رجل عامل...مرهق و مجهد....لماذا يجافيني النوم...حينما استعيد أحداث اليوم لا أجد مبررا لهذا الأرق...صديق لي طلب من خدمة تمثل له الكثير بالفعل لكنى رفضت تأديتها دون إبداء الأسباب...و حينما استنكر الباقون و سألوني عن السبب أجبت قائلا :" ببساطة شديدة هو هيستفيد فعلا...لكن أنا لأ...بس كده"....و انصرفت...ماذا أيضا....لا أعتقد تركي لذلك المريض يموت أمام عيني سبب لأرقي....ببساطة أيضا كانت انتهت فترة نوبتي و لم يقم الطبيب الآخر بعمله...كنت أعرف ما يساعده لكني لم أفعله...ليست حالتي و هذا واضح....لا أعتقد أيضا أن تركي ل "علياء" و تحطيمي قلبها هو السبب في سهادي....قابلتها اليوم....كانت تنتظر أن تسمع مني كلاما على غرار "عاوز اقابل بابا بئه"...أو حتى قصيدة أخرى أسرقها من نزار و درويش و أهديها إليها قائلا أنى كتبتها أمس في ضوء القمر....لكني لم أفعل...قلت لها إنني سئمت هذه العلاقة و يجب أن ننهي كل شئ...وصفتها بالغباء و القبح و ضحالة الفكر و السطحية... و تركتها....و قبل أن أرحل استوقفتني...و من بين دموعها قالت :"هل أطمع منك في قصيدة أخيرة على ضوء القمر"....أجبتها ساخرا " و هل للقمر ضوء يا حمقاء"...و تركتها و رحلت....لكني لا زلت لا أعلم ما سبب هذا الأرق...تبا لصوت الساعة اللعين هذا....
*****
تك تك تك....أيضا صوت مفخم ليس مرقق...طك لو شئنا الدقة...دقات متتالية....دقات بطيئة...دقات رتيبة....أقف في شرفتي في الطابق الرابع...الساعة تجاوزت الثالثة صباحا...أرى هذا العجوز يمشي في بطء لكن بثقة...يدق بعصاه التي يتوكأ عليها فيحدث كل هذا الصخب....شيئا في هيئته يثير الريبة....كلب ينبح من بعيد...أجزم أنه نباح تحذيري...يرد عليه كلبا آخر قرر أن يقضي ليلته أمام البناية التي أقطن بها....ينبح الكلب في اتجاه العجوز القادم...لكن العجوز لم يهتم ويواصل تقدمه في ثبات...نباح الكلب استحال عويلا ثم أنينا خافتا يمزق نياط القلوب...ثم توقف الرجل فجأة ومعه توقفت الدقات و بحركة سريعة رفع رأسه نحوي...لا أعلم ما أصابني...تراجعت سريعا و التصقت بحائط الشرفة و قلبي يتواثب بين ضلوعي....العرق يحتشد حول جبيني و أنا أتساءل هي رآني....توقف الزمن لبرهة قبل أن تعود الدقات مرة أخرى...أتقدم في حذر و ألقي نظرة....تبا...إن العجوز ينظر لي في ثبات و هو يدق العصا واقفا في مكانه...ذلك الوغد الخبيث...واصل الدق كي أظن أنه رحل من ثم أنظر فيراني....وجهه مخيف و عليه ارتسمت أشنع ابتسامه ممكن تخيلها....مكث لحظات ثم واصل طريقه تاركني في رعب لا أدري سببه...زارعا في مخاوف الدنيا كلها...استدرت لأدخل غرفتي حين رأيته أمامي مباشرة...كاد قلبي يتوقف...حاولت أن أجري ففشلت...حركة بطيئة لا معنى لها أبدا...حاولت أن أصرخ لكن صوتي لم يخرج من حلقي...ثم انقض...و قبل أن يمسني بلحظة أفقت...وجدت نفسي في فراشي و صوت الدقات مازال يتواصل و تبينت أنه قادم من الشقة المجاورة...نفس الصوت الرتيب الذي لابد أنه طبق النظام الفرويدي و دخل إلى عقلي الباطن ليؤلف له حلما...ممثل ضعيف توجه لمؤلف عملاق ليكتب له سيناريو محترم...فكانت النتيجة حلما أو فيلما غير مكتمل الأركان...جفناي يزنان أطنانا بحق...و تلك الهوة بين النوم و اليقظة تسحبني لكني أقاوم...أرجوك لا أريد كابوسا آخر...أخشى إنني لو عدت فلن أعود....أي أنني لو عدت إلى النوم قد لا أعود إلى اليقظة أبدا...أقاوم و أقاوم و في النهاية ينجح سلطان النوم...انزلقت إلى الهاوية و عدت مرة أخرى...فهل أعود...
*****
تك تك تك....تك تك تك يا أم سليمان...تك تك تك زوجك وين كان...تك تك تك عم بالحقل....عم يقطف خوخ و رمان...
*****
تك تك تك....المدير يعبث بقلمه الزنبركي الأنيق...كنت أخضع للتحقيق...لم يكن مدير المستشفى يلعب دور المحقق إلا في حالات الوفيات الموصومة بالإهمال فقط....عدا ذلك يعهد بهذه المهمة إلى رئيس الشئون القانونية....كان تحقيقا تقليديا لكني أحب أن أنقل لك نص الحوار :-
المدير:- يوم 27 أبريل...كانت نوبتجيتك من -تك- الثانية ظهرا -تك- حتى الثامنة مساءا -تك-..صحيح؟
أنا:- نعم ...(( يجب أن تعلم صديقي أن تك هذه صوت القلم فهو لا يكف عن تلك الحركة أبدا))...
المدير:-الحالة محمد-تك- عبد السلام المرغني....دخلت-تك- المستشفى في الثامنة-تك- إلا الربع و يقال أنها-تك- لم تلق أية عناية و لم تقم-تك- أنت بواجبك و ماتت-تك-...ما ردك؟
أنا:-كنت مشغولا جدا يا سيدي و حينما فرغت كانت نوبتي قد انتهت و اعتقدت أن نائب الآخر قد جاء...و حتى لو لم يحضر فهي ليست مسؤوليتي...فليذهب المريض إلى الجحيم فقد انتهت نوبتي و هذا ليس دوري...
((لا أعلم ما سر هذه العصبية المفرطة التي أصابتني و لكني بالفعل أتوتر حين أخضع للتحقيقات أو المواجهات عموما..))
المدير:-و أين -تك- الإنسانية -تك-؟
أنا:- لم تكن تلك الحالة مسؤوليتي هذا هو قانون العمل و لا دخل للإنسانيات هنا...نحن بشر نتعب ولسنا آلآت...
المدير:- أنت حاد-تك- لكنك صريح-تك-..أنا أحب -تك- الصراحة...انصراف الآن...
حينما خرجت و استشرت أحد زملائي الذين خضعوا للتحقيق من قبل سألني فنقلت له نص الحوار بالضبط...ارتسمت على وجهه نظرات حكمة لم ترتسم على وجهه راهب تبتي في عزلته وقال :-هل تكتك بالقلم و أنت تتكلم؟....كان سؤاله عجيب...كان يتكتك و هو يسأل لكنه كان يستمع إلى إجاباتي بتركيز و لم يقم بتلك الحركة المستفزة...نقلت له خواطري فطمأنني بأن ذلك أمر جيد و عرض حميد...و طالبني بالاطمئنان و عدم القلق و أخبرني أن أقصى عقوبة قد أتعرض لها هي لفت النظر....كان هذا قبل يومين من استلامي لخطاب الفصل النهائي من ذلك المستشفى الخاص الفخم....
*****
تك تك تك....يحاول أن يشعل غليونه بصبر....يعرف أن الغليون يعطيه طابع العالم الموحي بالثقة...ذلك الخيال الفوريدي العجيب و تلك اللوحات التأثيرية الحية ل رينوار و فان جوخ و موسيقى شتراوس و موزارت تنبعث من اللا مكان....جو هادئ يليق بعيادة طبيب نفسي محترم....ها أنت تراني صديقي أتلقى العلاج النفسي و لك وحدك أخبرك السر...أنا مريض نفسي ....لفظة سكيزوفرانيا وحدها لا تؤدي الغرض معي....أجمع كل البارنويا و الجرانيدوزي ((جنون العظمة)) و كل الذهان و أضف إليهم الفوبيا عندها فقط تراني...تذكرت باسما الفوبيا...اعتدت من علماء النفس أن يضيفوا كلمة فوبيا لكل شئ ليصنعوا مرادفا لاتينيا للخوف من كل شئ....و على نفس النسق أطلقت كلمة فوبيا على سعيد البلطجي المقيم في حينا الذي يدق قلبي وجلا من مرآه و الذي كان ينتظر الفرصة المناسبة ليأكلني حيا أو أكون أسعد حظا فيكتفي بقتلي...كنت أطلق على تلك الحالة "سعيدوفوبيا"....يحاول الطبيب النفسي دون جدوى....و صوت التك تك يثير أعصابي بحق...تبا للعلاج و مرحبا بالجنون...
*****
تك تك تك....صوت غريب في سيارتي....لا بالطبع ليست قنبلة زمنية...لكن...آه....ها هو مصدر الصوت....شئ صغير سقط في دواسة المقعد المجاور لي و يرتطم بالباب من الداخل....حركة براونية أبدية جيئة و ذهابا تصدر هذا الصوت....انحنيت التقطه و أنا لا أزال أقود السيارة....و حين رفعت عيني كانت النهاية....إييييييييييييييي....تش...صوت تهشم السيارة و أنا بداخلها...
*****
تك تك تك....صوت رتيب ممل....صوت جهاز رسم القلب و العلامات الحيوية بجواري...أنا في غيبوبة لكني أسمعه....المرقاب يرسم خطوطا بيزنطيه لا يفهمها أحد...حتى الأطباء يعانون في فهمها....أذكر إنني أيام دراستي كنت أحد الطلبة القلائل المستوعبين لرسم القلب...هكذا تحمست و أخذت أشرح لأصدقائي و الرذاذ يتطاير من بين شدقي...الكل استوعبه حقا من شرحي المستفيض...كانت لحظة كإلهام الشعراء لأنني ليلة امتحان رسم القلب تصفحت بعضها فلم أفهم شيئا....و أخذت أتساءل عن معنى تلك الخطوط الهيراطيقية....حينما طالبت أحد زملائي بشرحه لي ظن بعقلي الظنون....
تك تك تك....صوت المرقاب يخبرهم أنني لازلت حيا أرزق....فقدت أنا في عالم آخر يجهلون كل شئ عن مفاتيح العودة منه....ينتظرون إما عودتي منه أو ينتظرون بقائي فيه للأبد...و حينها تتحول التك تك إلى تيييييييييييييييت طويلة مع خط مستقيم بالمرقاب....ينتظرون و انتظر....فهل يعبر أحدنا للآخر أم نظل للأبد على شاطئ الحيرة...
*****


الجمعة، 31 يوليو 2009

دندرمة

يأتي من بعيد...من على حافة الشارع....عند مقدمة الحارة....عند مدخل الزقاق....يتقدم...يمشي ببطء...يمشي بعناء دافعا عربته اليدوية ذات العجلتين و المقدمة زهية الألوان...و على الرغم من الجهد الذي يبذله....و من ضيق التنفس الذي يعتريه....و من العرق الذي يغمر جبهته و يبلل جلبابه...فإنه يكافح و يأخذ نفسا عميقا قبل أن يرفع عقيرته بأعلى ما يمكن و يصيح " دندرمااااااااااه"...
*****
لم يكن عادل سلامة ابن السبع سنوات يحلم بشئ صعب او مستحيل او خيالي....لم يكن يحلم بغد افضل او بحياة انعم او بعائلة أكثر ثراء...لم يكن يحلم سوى بقطعة دندرمة....تلك الحلوى التي يتزاحم جميع الأطفال على عم حسين البائع من أجل الاستمتاع بها....يأتي عم حسين يوميا فيلتف حوله الأغنياء من الأطفال ذوات الحسب و النسب...ينقض عليه فريد ابن الحاج سيد البشندي عين أعيان المنطقة بأسرها....و جميلة بنت سليم الصائغ...و غيرهم من الطبقة التي كان يراها عادل من المستحيلات و يراهم في مصاف المعجزات....يلتفوا حول عم حسين و يمهرونه ما يملكون من مصروف أسطوري و يحصلون على مبتغاهم....يقف فريد يلعق الدندرمه في تلذذ...يرمقه عادل طويلا...هو ليس مثله يعلم هذا...لم يحظ أبدا بفرصة...هو ليس نظيفا مثل فريد و لا يملك ان يكون نظيفا...لا مجال لعقد المقارنات...فريد يرتدي كل يوم جلباب جديد نظيف لامع بينما هو لا يمتلك سوى جلباب واحد ممزق بهت لونه...يطرق خجلا من منظره فينظر ارضا فيرى حذاء فريد المبهر فلا يعقد مقارنة لأنه اساسا بلا حذاء....لا يحاول النظر إلى جميلة سيدة الشموس العليا...فهي بالتأكيد مقدرة لفريد...هما ينتميان لنفس العالم و يرتادان أرقى المدارس و يرتديان أفخر الثياب و ينتعلان أنظف الأحذية...لا مجال لعقد المقارنات... لكن عادل يرى من حقه أن يحظى بشئ في تلك الدنيا حتى لو كان هذا الشئ مجرد قطعة دندرمة...ألا يستحقها حتى؟!!
*****
ينظر إلى فريد الذي يلعق الدندرمة في تلذذ....يتغلب على خجله و يتغلب على عفة نفسه و يقول في حياء "ما تجيب حتة يا فريد بيه"...لا يعلم لماذا نطق كلمة "بيه" هذه....و ساءل نفسه..هل إلى هذه الدرجة يشعر بالفارق الشاسع بينهما و بين طبقتيهما...أم أنها البرمجة الفطرية التي يسير عليها مثلما سار عليها أهله و سيسير عليها أحفاده....أم أنها عضة الفقر القوية التي تبث سمومها في روحة و تقضي على الموهبة و رجاحة الذهن؟....لا يدري و لم يفكر...لم يفكر سوى في فريد الذي ابتسم في سخرية قبل أن يلقي ما تبقى من الحلوى في الوحل و رحل مبتعدا موجها إليه رسالة هي الأقسى و الأسوأ و الأصوب في آن واحد....لم يتحمل عادل تلك الصفحة المعنوية....اغرورقت عيناه بالدموع....فلم يبصر لبيته طريقا....و من بين غشاوة عينية نظر إلى عربة الدندرمة نظرة أخيرة و شيعها بنظراته و هي تبتعد و تبتعد....
*****
يعلم أنهم فقراء...أبوه عامل أجير يعمل يوما و يسترح عشرا....لا يكفي قوت أهله...و زاد الطين بلة إدمان أبيه على الخمر...لم يكن خمرا بمعنى الكلمة لكنه خليط من السوبيا و الطافية و خلاصة الأسفنجة و غيرها من تلك الأنواع الرديئة المخصصة لحقارة البشر و نفاية الخلق....تغيرت طباع أبيه...صار عصبيا مجنونا سئ الخلق منحط الوضع...يهينه الناس في عمله فينفس عن غضبه في أهل بيته...يصرخ في علي الرضيع و في عماد ذي السنوات الثلاث و يخرج جام انفعاله فيه و في أمه....فيضربهم حتى يظن أن الموت آت الآن...فلا يأت....ثم يخرج و هو يلعنهم و يلعن الدنيا البائسة التي أغرقته في مستنقع الفقر فلم يأت من يخلصه منه...كان دوما ما يعتقد أنه يستحق الأفضل لا لشئ سوى لأنه هو....ثم يطلق سبة أخيرة و يغادر الدار إلى الخمارة القريبة....يرى عادل أمه تبكي فيهون عليها...و من بين دموعها يسمعها تهمس "حسبي الله و نعم الوكيل فيك يا سلامة يا ابن حوا و ادم"....ثم يرق قلبها من الدعاء على زوجها فتدعو له قائلة " ربنا يكرمك يا سلامه و يتوب عليك م الهباب ده"....ثم تستغفر الله و كأنها تتطهر من خطأها في حق زوجها و تتوب من خطأها في "الهباب ده"...ثم تنسى الأمر برمته و كأن شيئا لم يكن...
*****
لم يدر عادل لماذا خرج أبوه اليوم من البيت منتعشا...لا يصرخ و لا يضرب بل أنه قبل أطفاله الثلاثة و ودع زوجته و خرج...أمه نفسها شيعته بدعواتها ثم أخذت حماما بالكوز الصغير في دورة المياة القاحلة في دارهم و جلست تمشط شعرها الفاحم السواد...لم يفهم سر ذلك التبدل العارض في علاقتهم...و صغر سنه لم يساعده على فهم أن حقيقة الأمر لا تتعد علاقة زوجية عابرة دافئة استعان بها الزوجان لإذابة جبال الجليد التي تغطي علاقتهم الحياتية نفسها....أحس الطفل بالأمان فقرر مفاتحة أمه في مطلبه الدائم و حلمه المستمر...توجه إليها و في براءة قال" أمه انا عايز دندرمة"...نظرت له مليا قبل أن تقول " عيب يا وله"....ثم أردفت " ممعناش فلوس"....رد الطفل " يامه دي بتلاته تعريفه"...فكرت الأم قليلا ثم قالت "يا وله التلاته تعريفه دول يجيبوا خمس ترغفه و خمس بيضات و حتة جبنه و ازازة لبن لاخوك علي"...ثم لكي تقطع عليه التفكير في ذلك الموضوع احتدت قائلة" و بعدين هو أجرة أبوك فيها كام تلاته تعريفه يا بن الكلب"....علم عادل أن قرار الرفض المنتظر قد صدر فبكى كعادته...و أخذ يبكي حتى ابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم...و لم يغمض له جفن إلا بعد أن أضمر في نفسه أمرا....
*****
منذ فجر اليوم التالي و مع إشراقة أول شعاع لشمس اليوم الجديد كان عادل ينطلق هنا و هناك....يحمل الأشياء لتلك المرأة المسنة....و يساعد عامل النظافة و يحمل القصعات مع البنائيين بما تتيح له بنيته الصغيرة و جسده الضعيف...بعضهم أعطاه و البعض طرده و آخرون ضربوه لكنه لم يشتك...و كافح و ناضل...و مليم ثم مليم ثم مليم...و في غضون ثلاثة أيام جمع المبلغ المنشود...و صار اليوم جاهزا لتحقيق حلم حياته الأبدي...
*****
حينما أتى الصباح أخيرا بعد طول انتظار استيقظ عادل...سمع أباه كالعادة يصرخ و يضرب أمه فلم يهتم...خرج الأب و ترك وراءه زوجة باكية و أطفال جياع....رأى عادل أمه تبكي فلم يكترث...سمع علي يبكي جوعا فلم يلتفت...أحس بعماد يتضور حاجة فلم يهتم....نعم أبوه لم يترك قرشا واحد لأهل بيته لكنه ليس مسؤول عنهم....و خرج من الدار عازما على تحقيق حلمه المأمول...
*****
ها هو عم حسين يقترب بعربته الزاهية ألوانها....فريد ينظر إليه في احتقار لكنه لا يهتم....فريد يقترب من عم حسين و هو الاخر يقترب....فريد يشتري مراده و يلتفت عم حسين إلى عادل...يهم عادل ان يشتري الدندرمة بالفستق الذي يحلم بتذوقها منذ زمن...يتكلم أخيرا إلى عم حسين و يقول "عاوز دندرمة بالفس...." لكنه يبتر عبارته....يتذكر دموع أمه و بكاء على و جوع عماد....هم لا يملكون مالا لكنه الآن يملكه....هم لا يملكون قوتا لكنه يستطيع أن يوفره....و بحسم انسحب من عند عم حسين و توجه إلى أقرب محل بقالة فابتاع خبزا و بيضا و لبنا...ثم خرج من المحل....يلقي نظرة على فريد و جميلة و سامي و غيرهم...يراهم يلعقون حلواهم في تلذذ...و لأول مرة لم يشعر بالفقر و لا بالتضاؤل...بل سيطر عليه شعور جديد....شعر بنفسه عملاقا و شعر بهم يتضاءلون فهم كحصى الأرض أو هم أصغر....و نظر لعربة الدندرمة نظرة اخيرة ولم يتابعها و هي تبتعد...بل أنه هو الذي أخذ يبتعد و يبتعد....و من يومها و هو يحلم بكل شئ ...عدا الدندرمة....
*****

أخيرا رجعت و بكلمكم مره تانيه...انا مبسوط بجد ان اكتب تاني...اسف جدا بس انا عندي امتحانات كمان شهرين... والباطنة و الاطفال مسيطرين علينا و على وقتنا و قارفينا اخر قرف...و امتحانات صغيره كتيييييييير عدت عليا و لسه شغال فيها...فمحتاج دعواتكم جدا و الله يا جماعه...بالنسبة للقصه...مش عار انا حاببها بس حاسس انها مش هتعجبكم مش عارف ليه... :)
اشوفك على خير و في رعاية الله
سلام
رامي سعيد

الأربعاء، 15 يوليو 2009

حينما اعتقلت انا

سلامو عليكو يا بشر يا حلوين...
المره دي قصه من واقعي المؤسف... صاحبكوا الدكتور رامي البرنس اتمسك النهارده و اتفتحله محضر و بقى عليه قضيه و نجى الحمد لله من الحبس و توقف الموضوع على غرامة....و ده طبعا مش لاني قتلت حد و لا سرقت حد و لا اغتصبت ولا تحرشت....كل اللي حصل اني دخلت بالعربيه شارع معلهوش يفط و اتضح انه ممنوع الدخول و اعتبروه عكسي....فجأة الاقيني بعد ما كنت رايح المستشفى في امان الله...الاقي نفسي ماشي ورا موتسيكل الامين عشان نروح القسم...و ف القسم ظابط قالي متخافش هتدفع غرامه و تمشي...ادخل الاقي واحد بيقولي لأ ده احنا هنخليك معانا شويه....دخلت للمأمور و ده نص الحوار :-
انا:- سلامو عليكو يا فندم....ايا كانت رتبتك بقى لوا عميد متفرقش...انا د/ رامي ابن اللوا سعيد مبروك ((يا واد يا جامد))
المأمور:- اهلا و سهلا يا بني...متشغلش بالك بالرتب...أأمرني
انا:- حصل كذا كذا....ممكن اعرف ايه الاجراء
المأمور:- و لا حاجه ابدا...دقايق هنعرض المحضر ع النيابه و هتمشي
أنا "في سري":- يا لهوي يا امه...نيابة؟!!...يا خبر اسود
انا "للمامور":- يعني ايه يعني...هتأخر و لا همشي على طول...انا مش فاضي ((حوش حوش))
المأمور "اسمه هشام بيه شعبان..وبيه دي عيب خلقي بييجي لرجال الشرطه بس" :- لا متقلقش خالص
انا:- مش المأمور هنا اسمه علي بيه كامل...هو فين...ده حبيب ابويا...
المأمور:- علي بيه في المديريه ...متقلقش و كله هيخلص
انا:- شكرا يا فندم

المهم...الواد الموظف بره كلامه معجبنيش...قالي هنحجزك صدقني...طبعا عشت عليه شويه...تحجز مين يا حيوان انت...انت مش عارف انا مين (( البق الحمضان ده))...المأمور راح مزعقله....قاله دكتور رامي يخلص و يمشي من غير ما حد يدايقه...و انا مزقطط بقى....
طلعنا ع النيابه في المديريه...واقف انا و اتنين كمان مع العسكري مستنين قرار البيه رئيس النيابه...واقفين وسط المجرمين و المساجين و الافاقين و ولاد الكلب....ايييييييييييييييييه....مضولنا نستلم عربيتنا م القسم...فرجعنا تاني....
رجعنا القسم...مضينا من ظابط المباحث....و بقالي صحيفه احوال ما شاء الله....و بقيت مجرم اد الدنيا....جه الموظف الخنيق اياه قالي العربيه باسم والدك ييجي هو يستلمها بشخصه او بطاقته او توكيل منه....انا بقى رديت بقوة لم اعهدها فيا من قبل :-
شوف بقى....ابويا اللوا سعيد مبروك مش هيدخل اقسام...و مش هجيب توكيل و لا بطاقه و مش هدفعلك رشوه و هتكتب ايصال استلام باسم ابويا و همضي انا مكان ابويا...و القانون بتاعك يمشي عليك و ع القسم كله بس مش علياااااااااااااا
زعيق يعني
زي الكلب كتب ايصال مضيت و خدت رخصي و عربيتي و مشيت... :)
الحمد لله رب العالمين....طبعا انا مقلتش لحد عندي و مش هقول...بس المشكله ان الغرامه بتعدي الالف جنيه و ابويا لما يجدد في يناير هيلاقيها و هيعرف...بس مش مهم....لما يبقى ييجي يناير بقى...و لا ايييييييييييه

موقف اخير....نقيب ورور عسل كده و ابن كلب....بين كل كلمه و كلمه بيسب الدين "استغفر الله العظيم"... واحد مواطن شريف داخل يخلص مصلحه عنده...راح طارده و هابب فيه....المواطن رد عليه و قاله انت قليل الذوق....هنا كأنه غلطت في الذات الالهيه استغفر الله....الظابط هاج و ماج و قاله هحبسك...و مسكوا في خناق بعض...و حتى مرات الراجل انضربت....
علقوا انتو ع الموقف ده...و بعدين ارد انا....
بس كده....
وحشتوووووووووووني و النت عندي مضيع شويه و حالته زفت فسامحوني لو مكنتش بزور حد بس و الله مش في ايدي...خصوصا نور و رودي و شمس النهار و استاذه محاسن....بس ادعولي اكتب حاجه جديده بقى

من البيت مش م الحبس...رامي سعيد

الخميس، 4 يونيو 2009

تااااااااج

سلام عليكووووووووووو
غياب شهر و اكتر و من جديد نلتقي....امتحانات و بتنجان و مش فاضي خالص و الله يا اخوانا....يعني مش واخد بريك نقاهه و لا زهق ولا هو زهد و لا هو إفلاس فكري....الواحد في دوامة وسنه خامسه طب دي مرض عضال مبيخفش بسرعه و معاه الواحد مبيركزش في حاجه واحده...كان عندي امتحان اطفال مثلا....تلاقي دكتور الباطنه بيلومنا ازاي مبنذاكرش باطنه...طب ازاي بس يا عم...يقولك مليش دعوه قسم وقتك....فصباح العوء يعني....و الله يا جماعه...تخيلوا...أمتحان ميد تيرم بميت درجه...بتحصل فين دي....و طبعا تأثيرها عالتقدير مقولوكوش....سواد اسود....هه...ما علينا ....هدوشكوا معايا ليه....نخش في الموضوع...

لا انا النهارده مش كاتب حاجه جديده و لا بتاع...انا لسه مخلص ميد تيرم الاطفال امبارح و لسه مفوقتش من الصدمات الكهربائيه المتتاليه دي....فجاي النهارده بتاج برنس...اهدته ليه المدونه الشديده بجد و زميلة الكفاح في الطب البشري - عمري ما التقيت بيها والله بس كلنا في الهم سواااااااء- دكتوره هابي صاحبة مدونة على بالي.... و هنا نقف وقفه...مدونة على بالي دي من احسن المدونات اللي تابعتها على الاطلاق...بحس فيها براحة نفسيه و هدوء كده إلى جانب الكتابة الأدبيه المتميزة اللي فيها....و انا ممكن اكون كاتب سئ لكني عن حق قارئ جيد و بعرف اميز الحلو من الوحش و الخبيث من الطيب....و عموما الف شكر ليكي يا دكتوره هبه ع التاج الجميل ده و هجاوبه اهو...اه بالحق...على الرغم من اني كنت مقرر ان المدونه دي بيور للقصص و مفيش اي دخائل إلا اني هحط التاج هنا لانه اساسا جه على هنا...و ده تالت تاج يوصلني في واحد من محمد غاليا حليته في حينما تكلمت...قلت و في واحد جالي من العزيزة بجد نورو ده انا مجاوبتوش و نور هتعلقني عشان هجاوب ده و مجاوبتش بتاعها...بس و الله لسه فاكره دلوقتي حالا...خليها مره تانيه بقى يا نور خليها عليكي المره دي....يالا نجاوب التاج....

اسمك؟
رامي سعيد محمود مبروك.....بطاقه شخصيه 130109

المشهور بيه وسط اصاحبك؟
رامي البرنس...ده اسم الفيس بوك...ده غير اني فعلا برنس ((خمسه غرور كده))

سنك؟
ماشي في ال22....وبعمل ايه في حياتي...ماشي في ال22

مجال الدراسة؟
طب بشري...

اسم مدونتك؟
الأفضل قصاصة ورق....و في حينما تكلمت قلت و في مراية

صورتك الرمزية بتعبر عن ايه؟
دي صورتي و انا عندي سنه إلا شويه...اه و الله

فكرت تقفل المدونه؟
لأ محصلش...بس فكرت اتوقف عن الكتابه اكتر من مره...بس انا فعلا مقل جدا في كتابتي فمفيش مشكله من وجود المدونه...اقفلها ليه يعني...ده في الاول و في الاخر بحوش فيها كتابتي و حب الناس..

رد فعلك لو حد قل ادبه عليك في تعليق؟
انا هادي عموما...و مبتعصبش ابدا...بارد فعلا و ده بيثير اعصاب اللي ادامي...لو حد عمل كده مش هرد عليه و مش هعتد بكلامه لانه لو مش نقد موضعي و مجرد وقاحه و قله ادب فده يبقى انسان مريض و من الافضل اجتنابه...

أسوأ مدونه؟
امتنع عن الرد... اعتقد اني بحترم جميع المدونين ما عدا قلة انا مبحبش كلامهم على الإطلاق و طبعا بدون ذكر اسماء..

هيحصل إيه لإيميلك بعد ما تموت؟
يبلى الجسد و تبقى الأفكار.... الأفكار اللي بتعبر عن روح صاحبها....و الإيميل هيفضل موجود...هيروح فين يعني...بس مش هيلاقي حد يأكله و ياخد باله منه....و النبي يا اخوانا خدوا بالكوا منه...ده وحداني و مالوش غيري...

إديت الباسورد لحد قبل كده؟
واحد بس...لأنه من اكتر الناس اللي بثق فيهم قاطبة....حتى لو اختلفنا مش ممكن يستغل اي حاجه ضدك...صديق بجد و إنسان قبل كل شئ....اينعم غششني تلات جمل غلط في امتحان الاطفال بس هو برده كان عامله غلط يعني مش ندالة يعني...الشخص ده صديقي الجميل راجي رجب...صاحب مدونة قد قلت ما عندي...

السفر بالنسبة لك ايه؟
مبحبوش....بكره المواصلات عموما و بتعب منها جدا....بس ممكن اسافر مع اصحابي رحلة يومين كده و ارد بسرعه عشان بحب بيتنا جدا جدا جدا...و الزقازيق بالنسبه لي اجمل مكان في الدنيا....يا ناس ده انا لما سافرت مع ابويا المانيا و انا صغير كنت بعيط عشان ارجع بيتنا...انتو بتكلموا في ايه...وطني حتى النخااااااااااااع...

المود بتاعك إيه؟
لوحدي...بيبقى الكآبه عشان مدايقش حد...مع اصحابي الهدوء و سنة مرح خفيف كده....لكن انا اميل إلى السوداويه جدا...و ده واضح في اختياري لالوان هدومي عموما....

بتعمل إيه في اوقات فراغك؟
بذاكر...لأ مش كتر دح...انا بضيع وقت رهيييييييب يعني فلما بفضى بذاكر...ولا انتو فاكرين حاجه...لا انتو افتكرتوا حاجه...

الأكلة المفضلة؟
أي حاجه متكونش طالعة من البحر...انا لا اقرب المأكولات البحرية بتاتا...و كذلك انا عكس النباتيين بشده...

الصفات اللي خدتها من والدك؟
الطيبه و الحنية ....و مختش منه الطول و القوة الجسمانيه المفرطه-لوا جيش يا جدعان-....خت من ابويا كمان حب القرايه و الثقافه...بس انا تجاوزته من زمان...هو بطل يقرا...و خت منه حب الرياضه و الفيزيا-مهندس يا اخونا خريج هندسة عين شمس سنه 72-...

الصفات اللي خدتها من والدتك؟
قوة الشخصية و إن كان شخصيتي متجيش واحد على عشره من قوة شخصية أمي - ولا الفوهرر نفسه-...و كمان خفة الدم و الهزار الشيك... الذكاء الاجتماعي و الاصول...و بسعى اني اخد منها جزء من تدينها و صلاحها و قربها من ربنا سبحانه و تعالى.... امي دي انسانه متتوصفش و ادعولي ربنا يخليهالي...

اكتر 6 حاجات بتكرهها؟
النفاق...وحش وحش وحش
الكدب...اللي بيكدب عليا بيحسسني اني ناقص و اهبل...
الخيانه....صعبه بجد
السمك...مش عارف هو ليه وحش كده
البنت الغبيه
د/ محمد الكومي بتاع الأطفال...

اكتر 6 حاجات بتحبها؟
الله و رسوله...اتمنى اني يكون عملي مقربا لحبي ليهم بجد...
الابتسامه....الطريق الملكي لكل القلوب...
الصدقو العدل طبعا...
القرايه طبعا و دي في مقدمة اهتماماتي على الإطلاق...
اي بنت حلوه...و لا تناقض مع اول نقطه فوق...ما انا شاب يا جدعان و ليا اهتماماتي برده..
اصحابي المقربيييين اوي

شخصيتك نوعها إيه؟
لانزكي احد على الله و نحسبهم كذلك.....اسيب الحكم للأحق بالحكم...مينفعش اتكلم عن نفسي بأي حال من الأحوال.....

لماذا دخلت التدوين من الأساس؟
منعا للرغي و تكرار الكلام فده لينك اخر بوست ليا في المدونه التانية و اسمه عام تدويني.....فيه بحكي عن دخلت التدوين ليه...و ده لينك تاني لبوست تاني اسمه انطلاقه جديدة حكيت فيه بصوره اكثر تفصيلا...

أهمية التعليقات بالنسبة لك؟
من أهمية المدونة نفسها.....لا تعليقات يعني لا جمهور يعني لا محبين و لا مريدين....على الأقل بشوف حب الناس و بعرف رأيهم في كتاباتي...

أحلى بوست كتبته...ضع اللينك و اذكر السبب؟
شوفوا انا هضع اللينك و مش هذكر اسباب...انتو اقروا و احكموا...طبعا انا بحب اغلب اللي كتبته بس هحط اللي انا شايفه الأفضل.....
انتحار
هو
استدعاء
انتظار
وداعا يا إكليل الزهور
حب أم حرب؟!!
خداع بصري
دمعة و فراق و لحظة حب

أفضل مدونة قرأتها؟
لأ كتير...مش هينفع اعد و لا اقول مين عشان برده ميكونش في حد عنده عشم و مقولوش فيزعل مني...الطيب احسن يا عم..

أفضل بوست قرأته؟
البوستات الأدبيه في الأغلب...

الشغل بالنسبة لي؟
لسه بدرس مقدرش اعرف حالي في الشغل هيبقى ازاي...بس انا حابب الشغلانه م الاخر

الانترنت بالنسبه لي؟
كويس...اه و الله

امرر التاج لمين؟
برده عشان الزعل ههرب زي كل اللي بيهربوا و اقول لاي حد يقراه ويحب يجاوبه يتفضل...عموما الناس بتزعل من الكلمة دي لان فيها شئ من المهانه و عدم التقدير...بس في وجهة نظري الأسوأ هو إني يكون عندي عشم في واحد و ميفتكرنيش..دي اصعب بكتييييييير

شكرا يا هبه ع التاج و نردهولك قريب و مبرووووووك ع الخطوبه و ربنا يتمم بألف خير...
سلام عليكم
رامي...